السلام عليكم ورحمة الله اشكركم على الموقع الرائع الذي يجد فيه الانسان مبتغاه في التنفيس بطرح مشاكله وهمومه انا فتاه عمري 36سنه غير متزوجه ولكن قبل اربع سنوات كنت ملكة وطلقت بعدفتره قصيره تقريبا 3اشهر اعيش انا واخوتي عند امي لطلاقها من ابي وهنا المشكله.
للاسف امي لاتريدنا معهافي البيت دائما تعايرنا بمجيئنا عندهاودائم تقول عنا اللاجئات وكل ماحدثت مشكله بيننا وبينها تسب وتشتم وتقوم بالدعاء علينابالموت بحوداث السيارات وقلة التوفيق وعدم الزواج وانجاب الاطفال والامراض كالسرطان.
وللاسف هي غير متعلمة وتطلقت من ابي بسب حب السيطره واللسان الطويل وللاسف انهاطلقت من ابي بعد فظيحة اخلاقيه حيث انها كانت منحرفه وتغتنم فرصه عدم وجود والدي لتذهب مع الرجال وكانت تركنا باليوم واليومين وحيدين نحن من ندبر شؤن انفسنا ونحن صغار.
وللاسف عندما طلقت من والدي جلست سنوات عند اهلها وسلوكها منحرف وللاسف ان اهلها يسكنون قريه والكل يعرف عنهاهذا الشي الا انها تركت هذا الطريق بعد ان ضربها احد اخوالي ولكن للاسف لم تترك السب والشتم وفرض السيطره وكل شي تريده بمزاجها وللاسف تحب الكلام والتدخل في شؤن الاخرين ونقل الكلام وتحب المشاكل.
للاسف مستشاري العزيز عندما تذهب لاي مكان وتمكث ايام نحس براحة نفسيه وهدوء والكل يلحظ ذالك حتى الناس وتكون حياتنا بدونها هادئه ومستقره وجميله بمجرد مجيئها ينقلب البيت والله المستعان راس على عقب لايمر اسبوع او اسبوعين الا بمشكله.
ودايم تعمل من المشكله البسيطه التافه مشكله كبيره مثلا عندما ارادت مني انا اخذ فلوس لاوصلها لوحده قد اشترت منهااعطتني مئة ريال والمبلغ المطلوب 45ريال قلت لها اخرديها وانا اوديها قالت لا وديها وبعدين هم يجبون الخرده قلت لا خلاص لما اجي من الدوام انا اخردها ووديها بنفسي لهم.
انا طلعت قامت تهاوش ليش تسوين كذا وين تبون الله يوفقكم وانتو كذا على اشياء تافها واحيانا حتى مزح تقلبه جدللاسف انسانه صعب تتعاشر انا ما همني هذا كله بس مابيها تدعي علينا بقلة التوفيق وعدم الزواج.
ودايم اقوله اذا ماتبينا عندك ليش ماتدعين لنا بالتوفيق علشان تتيسر امورنا ونبعد عنك بذلك كسبتي اشياء كثيرة متوفقين بحياتنا وبعدين عنك بس اللاسف تحسها وحدة نجسه ماتحب الخيرلابتاتها وتصر على الدعاء الي يذبحنا ويعدم نفسيتنا وما يعطينا حتى ذره امل في الحياه.
شلون نعيش بدون زواج وذريه او حتى عيشه هنيه معها والاسف كانت امي عاقة بوالدتها كثير كانت بينها وبين جدتي الله يرحمها يصفى الجو بينهم ايام ويتعكر طول السنه والله ثم والله اني كنت اشوف انا واخواني شلون تتهاوش معها وشلون تسب جدتي وتشتمهاكثير وكلام لايرضي الله ولارسوله.
وللاسف كل الناس تعرف الشي هذا والله كثير كنت اشوف دموع جدتي عل خدها بسببها وجدتي دايم تدعي عليها بس اللاسف امي ماخذتها العزه بالاثم وعادي عندها ولايحرك فيها شعره انسانه مثلها ماشفت حتى كنت دايم اقوولها شلون يمه تسوين بامك كذا شلون تبينا نبرك وانتي عاقه بامك بس للاسف عادي ولكنا نقول وننصح مادري ليه.
مع انا جدتي صح احيانا تخطي عليها بس مالومها من الي سوت فيها والفضايح واشياء كثيره يعجز الانسان عن وصفها مع انا جدتي قلبها طيب واي كلمة تاثر فيهاوكنت دايم اسمعها تقول انا والده مافيها شي يصير بيني وبينها بس تجي تحب على راسي.
وتقول لي يمى اسفه وتبكي مادري شاقول او اتكلم عن امي واللاسف صارت اختى الكبيره وهي البكر معها مثل ماكانت تسوي بجدتي ودايم هي وياها هواش بس للاسف على الي تشوفه منها ومن اخوي الثاني شلون يعاملونها للاسف ما اتعظت واخذت درس ودايم الناس ينصحونها بس مافيه فايده.
والله مع انه في بيت جدي معززه مكرمه مو قاصرها شي كل شي عندهابس ليش هالتكبر مدري والله نبي نعيش عند ابوي بس ابوي متزوج وعنده عيال شخصيته ضعيفه ومايبي احد منا عنده لانه في مره رجعت اختي عنده وقعدت فتره ودق علينا وقال انه يبها ترجع عندنا مع ان ابوي ماعليه قصيرة فلوس يقدر يسكنا بيت مستقل عن زوجته وعياله.
بس اللاسف هالدنيا ماتدوم لاحد قلي مستشاري العزيز شلون نتجنب امي ومشاكلها ودعاءها علينا امي عمرها تقريبا 59سنه وفيها مرض السكر والضغط واختي الكبيره مطلقه بدون اولاد وعمرها39سنه واخوي الي بعدها 38 واختي الصغيره 31سنهواخ يصغرني بسنه عمره35 ولي اخ متوفي بحادث سياره وعمره كان 24سنه وكان اصغرنا.
وانا معلمة تحفيظ قران وابي السنه هاذي اتركه وادور شغل ثاني لاني احس نفسي مومعلمة قران لاني احيان ارد على امي من القهر والكبت الي فيني ومرات افكر اني اهرب من البيت او اقول في نفسي ياليتني في دوله ثانيه غير السعوديه كنت تركت اهلي من زمان وعشت لوحدي مستقله بذاتي ارجوكم حل مشكلتي.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد.
ابنتي الحبيبة .. سعدت بوجودكِ معنا علي صفحة الاستشارات بموقع المستشار، وأحب أن تكوني علي ثقة أن هذا الموقع هو الحضن الدافئ لكِ ولغيركِ من الحيارى وأصحاب الشكوى، فهو يضم العديد من الآباء والأمهات والإخوة والأخوات الفضلاء وأصحاب الخبرة الذين يمدون يد العون لكل من في حاجة، فلا تجدي في نفسكِ أي حرج من أي سؤال واستفسار.
في الحياة نقابل مواقف كثيرة ونُبتلي بأمور شتي، و لا أحد يختار ابتلاءه، هكذا علمنا رسول الله صلي الله عليه وسلم: ".
واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وأن ما أخطئك لم يكن ليصيبك..". هذا الجزء من الحديث منهج أصيل ومعتقد راسخ في ركن أساسي من أركان الإيمان، وهو الإيمان بالقدر خيره وشره. هذه الوصية النفيسة تُعلمنا أن ما يصيب الإنسان في هذه الدنيا من خير أو شر فهو بتقدير الله تعالي" مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ".
ولا شك أن كل إنسان يتمنى أن يحيا حياة سعيدة وهانئة ومطمئنة.. خالية من الهموم والأحزان وأن يبذل كل ما بوسعه لكي يبعد عن نفسه الكآبة والملل والتعاسة . ولكن الابتلاء سنة من سنن الحياة وقانون من قوانين الوجود، والله –سبحانه وتعالى – قد وضع الإنسان في امتحان دقيق أمام ظواهر هذا الوجود، فإن أحسن استغلالها وكان استغلاله مطابقًا للحق موافقًا للمنهج الذي أمده الله به كان حقًا خليفة صالحا في الأرض, أمينًا على ما كلَّفه الله به من أعباء, ومستحقًا للدرجات العالية عند رب العالمين. ولكن هناك أناس لا فرق لديهم بين هذا وذاك.
فكل ما يصيبهم هو نعمة ورحمة بالنسبة لهم.. لذا فإنهم لا ييأسون ولا يقنطون ولا يحزنون إذا ما أصابتهم مصيبة أو حلت بهم مشكلة أو وقع بهم ابتلاء !! وهذا لا يعني أن هؤلاء القوم ليس لديهم مشاعر أو أنهم يائسون من الحياة لدرجة أنهم لا يفرقون بين الحزن والفرح.. وإنما ذلك بسبب قوة إيمانهم بالله ورضاهم بما يقسمه الله عز وجل لهم. وقد قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ( عجبا للمؤمن، كل أمره خير، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له، ولا يكون ذلك إلا للمؤمن ). وقد قال ربنا عز وجل في كتابه الكريم { وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة , وأولئك هم المهتدون } .
ابنتي الكريمة نورا لدجى... أبشركِ بأن جعل الله لكِ بابا من أبواب الأجر تتقربي به إليه وتحصدي به الخير الوفير وهو بركِ لأمكِ, والقيام بحقها ورعايتها وصبركِ على آذاها, وأذكرك بالآية الكريمة: (إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا), والآية الكريمة : (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ) وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( رغم أنفه ... رغم أنفه ... رغم أنفه ) فقيل من يا رسول الله ؟ قال ( من أدرك والديه عند الكبر أحدهما أو كلاهما ثم لم يدخل الجنة ) رواه مسلم . كذلك الرجل الذي جاء يريد الجهاد فقال له النبي: "أحي والداك؟" قال: نعم قال: "ففيهما فجاهد".
فتأملي أختي الكريمة تلك الكلمتين القيمتين اللتان تحتاجان موسوعة وصفحات لشرحها حتى تصل إلى عقولنا وقلوبنا وندرك أهمية وخطورة موضوع بر الوالدين . فكلنا يعلم ما للجهاد من أجر وأن الشهيد له منزلة عظيمة لا ينالها غيره.. ولكن مهلاً !! فلنعلم أن بر الوالدين أعظم وأهم وأجل منزلة من الجهاد, ولنقف وقفة مع أنفسنا ولنفكر كثيراً ولنرفع راية الجهاد في سبيل الله ببر والدينا ورضاهما عنا.
ابنتي الفاضلة.. فهمت من رسالتك أنكِ معلمة قرآن (أنا معلمة تحفيظ قران), أي أنك على درجة عالية من الفهم بحقوق الوالدين والأم خاصة, فاحذري أن يثنيكِ الشيطان ويبعدكِ عن هذه الرسالة العظيمة ( أدور شغل ثاني لأني أحس نفسي مومعلمة قران)، فهذا مدخل من مداخل إبليس اللعين فاحذري منه، واستعيذي به من الله العظيم، وجاهدي نفسكِ .
واعلمي – يا قرة عيني – أنكِ في ميدان جهاد عظيم فلا تتخلي عن موقعكِ. ومهما يكن من أخلاق أمكِ فأنت مطالبة شرعاً بألا تعامليها بالمثل، وأن تمتصي سوء خلقها بحسن خلقكِ وإساءتها إليكِ بإحسانكِ إليها، وأن تغلقي الصفحة القاتمة من حياتها ولا تتذكريها أبدا ولا تعيدي ذكرها مع الآخرين. أقول لكِ ذلك وأنا أعلم تماما أن هذه الذكريات قد حفرت جرحا عميقا في نفسكِ ظل ينزف حتى الآن، ولكن هذا قدركِ، ونحن هنا ليسوا في موقف المحاسب أو القاضي، فليس هذا دورنا، فالحاكم هو الله يحكم بحكمه وعلمه، رحمته – سبحانه- وسعت كل شيء، والقلوب بين يديه يقلبها كيف يشاء.
ابنتي الكريمة هل يوجد ذنب أعظم من الشرك؟! لا، فهو أعظم ذنب يرتكب في حق الله، ومع ذلك فقد أمر الله الابن والابنة أن يحسنا للوالدين ويصاحباهما في الدنيا بالمعروف، حتى وإن أمراه بهذا الذنب العظيم و جاهداه على أن يقع فيه، فما بالك بما هو أقل منه؟!
مهما فعلت الأم ومها انحرفت في سلوكها، فأنتي مطلوب منكِ شرعا التواصل معها وبرها، وقد أوصي الإسلام بها خيرا إذا كانت كافرة، فما بالك إذا كانت مسلمة عاصية؟ وتذكري أن حق الأم في الإسلام عظيم مهما فعلت، فهي أحق الناس عليكِ بحسن صُحبتها، وإن احتاجت منك الرعاية فبادري ولا تترددي، وإن مرضت فعاوديها وأدعي لها في كل وقت وكل حين أن يتوفاها الله وهو راضٍ عنها.
ابنتي الفاضلة... مهما فعلت أمك من أفعال، ومهما تقولت عليكِ، ومهما دعت عليكِ فاعلمي أن الله العادل الحكيم لا يستجيب دعاء من يدعو بإثم أو بظلم أو بتهلكة، كوني علي ثقة من ذلك، وأرجو منكِ أن تتقبلي هذه النصائح:
1 – الصبر والصبر والصبر, ومع الصبر القيام بحقها ورعايتها والإحسان إليها , وإن آذتكِ بكلامها أو فعلها أو دعت عليكِ بسوء.
2 – أشعريها بالحنان وخاطبيها بالكلمات الدافئة المفعمة بالحب, وبادري بتلبية طلباتها, ولا تتعللي بالانشغال أو ضيق الوقت.
3 – التمسي لأمك العذر, فكبار السن يحتاجون لمعاملة خاصة, فهم يعتقدون أن قولهم الحق الذي لا يحتمل الخطأ, و جيلهم وزمانهم لا شبيه ولا مثيل له.
4 – أكثري من الدعاء والتضرع لله تعالى لها في ظهر الغيب بالمغفرة والرحمة, فدعاءكِ من البر بها, وادعي الله أن يلين قلبها عليكِ وعلي أخواتكِ, فالقلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء.
5 – لا تسمحي لأختكِ بالتطاول عليها، وانصحيها ببرها ولا تقفي موقف المتفرج لمن يسئ لها من أخواتكِ.
6 – قدمي لها الهدايا ما استطاعتي إلى ذلك سبيلا, فالهدايا تدخل على النفس البهجة وتألف القلوب, ولهذا قال الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم :" تهادوا تحابوا" فالهدية مفتاح من مفاتيح القلوب.
7 – لا تنسي أختي الفاضلة وأنت في هذه الحالة من الحزن, أن تخططي لحياتك وتنظري للحياة بتفاؤل، وإياك والنظرة السوداوية ، فالمستقبل سيكون بإذن الله أفضل.
8 – استثمري وقتكِ جيدا، وليكن لكِ دور في أعمال البر والخير، وتعرفي علي المجتمع من حولك، فهذه وسيلة ليعرفك الآخرون و يعلموا جميل صفاتكِ وحسن أخلاقكِ.
وفي الختام أدعو الله – سبحانه وتعالى- أن يفرج همكِ ويزيل كربكِ ويهدي لك أمكِ ويجعلكِ من البارين بها حق البر ويرزقكِ بالزوج الصالح الذي يعينك على طاعة الله ويكون لكِ عونا على فعل الخير والعمل الصالح... اللهم آمين.
الكاتب: أ.د. سميحة محمود غريب
المصدر: موقع المستشار